القائمة الرئيسية

الصفحات

 عقبة بن نافع أحد أكبر قادة العرب الفاتحين، ولد قبل هجرة الرسول محمد "صلى الله عليه وسلم" بعام واحد. أبوه نافع بن عبد القيس الفهري من أوائل من دخلوا الاسلام ومن أشراف مكة، وأمه عدنانية من قبيلة المعز بن بني ربيعة. وله مع عمرو بن العاص صلة قرابة من جهة الأم.

 

عقبة بن نافع.
عقبة بن نافع ومسجد القيروان.


من هو عقبة بن نافع؟

ولد عقبة بن نافع ونشأ وترعرع في بيئة إسلامية، عاش غزوات الرسول "صلى الله عليه وسلم" في صباه، ثم أصبح فارساً صهرته شمس وصحراء الجزيرة العربية زمن الخليفة عمر بن الخطاب. فكان يشهد له بقوة الرجال وشجاعة الفرسان، وأثناء فتوحاته أطلق عليه كونية " مرنك إفريقية" وهو الاسم العربي الذي أطلق على الشمال من قارة إفريقيا.

 

فتح مصر وعقبة بن نافع

شارك عقبة بن نافع هو والده نافع بن الفهري في جيش عمرو بن العاص الذي أرسله الخليفة عمر بن الخطاب لفتح مصر. أظهر عقبة شجاعة ومهارة فائقة في فنون المعارك، وبعد اتمام الفتح وتأمين حدود مصر اختاره القائد عمرو بن العاص للتوجه نحو بلاد النوبة جنوب مصر لفتحها.

توجه عقبة جنوب مصر أخذاً مسار نهر النيل حتى وصل بلاد النوبة، وقابل هناك مقاومة كبيرة من أهلها. وبعد أيام تمكن عقبة من السيطرة على أرض النوبة ودخل اهلها في الاسلام وعمل عقبة على طمأنة أهل النوبة وتأمين حدود مصر الجنوبية.

 

عقبة بن نافع وبداية فتح شمال إفريقيا

أراد عمرو بن العاص تأمين حدود مصر الغربية من هجوم وغزوات الروم والبربر، فأرسل إليهم عقبة مع جيش كبير فوصل برقة وسيطر على حاميتها، وظلت تحت إمارته زمن الخليفة عثمان بن عفان ، ومن بعده الإمام علي بن أبي طالب "رضي الله عنهما".

عمل عقبة على حماية أرض المسلمين الجديدة ونشر الدعوة الاسلامية بين سكانها البربر وتعليمهم قواعده وأنه دين سلام وليس دين احتلال. ودخل في الاسلام معه كثير من أهل البربر وانضموا إلى جيشه وكان منهم قاده عظام.

 

عقبة بن نافع وزمن الفتنة الكبرى

كان لزمن الفتنة عام 35 هـ تأثير كبيرة على المسلمين في ظل مقتل الخليفة عثمان بن عفان. لكن ظل عقبة بعيداً نظراً لموقعه الحساس كقائد لجيش المسلمين في مكان بعيد، يعج بالمخاطر من الروم والبربر وأهالي المنطقة من الوثنيين.

نأى عقبة بنفسه عن هذه الصراعات وكان شغله الشاغل حماية جنده وتكملة مسيرته من الفتح والجهاد في سبيل الله ونشر الإسلام بين قبائل البربر ورد غطرسة الروم والبيزنطيين وأتباعهم من الوثنيين. واهتم بمن رد عن الإسلام عندما شعر بالخلافات بين المسلمين من سكان "ودان"، "إفريقية"، "جرمة"، "قصور خوار".

 

عقبة بن نافع زمن الخليفة معاوية بن ابي سفيان

بعد أن تولى معاوية بن ابي سفيان الخلافة وقيام الدولة الأموية في عام 41 هـ، قام بتعين معاوية بن خديج والياً على مصر. واستمر عقبة والي على حامية برقة ثم أسند معاوية بن خديج إلى عقبة تكملة المسيرة نحو الغرب والشمال الإفريقي وتطهيره من الروم ونشر الإسلام به.

توجه عقبة مع جيشه قاطعاً الطريق الساحلي للبحر الأبيض نحو الشمال الإفريقي لمواصلة فتوحاته، وعمل على تطهير هذه البقاع من دنس الروم وأقزام البربر واصلاً إلى إراضي تونس الخضراء.

 لمعرفة المزيد عن القائد الفاتح عقبة بن نافع "اضغط هنا"


عقبة بن نافع ووادي القيروان

نزل عقبة في وادي شاسع حتى يستريح جيشة من عناء السفر وحر الصحراء من أراضي ليبيا، وبات به أيام منتظر المدد من مصر. لكن أعجبه الوادي فاطلق عليه القيروان، وبنا به مسجداً نشأت معه مدينة القيروان الشهيرة ومازال المسجد قائماً حتى يومنا هذا ويعرف بـ "جامع عقبة ".

 

مسيرة عقبة بن نافع في الشمال الإفريقي

استمر عقبة وجيشة السير حتى وصل ساحل المحيط الأطلنطي من بلاد المغرب وموريتانيا، وهنا كانت كلماته المحفورة حتى اليوم "يا رب لولا هذا البحر لمضيت في سبيلك مجاهدا".

في عام 55 هـ عزله الخليفة معاوية وقام بتولية قائد إسلامي واعد هو أبو المهاجر بن دينار وكان يشهد له بالكفاءة وحسن القيادة. وعاد عقبة إلى صفوف الجند وظل به حتى توفى الخليفة معاوية بن ابي سفيان. ويذكر أن سبب العزل هو تعدد زيجات عقبة من نافع من نساء البربر الجميلات.

وفي عام 62 هـ ومع تولي يزيد بن معاوية الخلافة أعاده مرة أخرى ثم ولاه إمارة المغرب، وعاد أبا المهاجر إلى صفوف الجند. ثم قصد عقبة مدينة القيروان لتجهيز جيشه والتزود باحتياجاته وخرج منها بجيش جرار قاصدا بلاد المغرب وفتح كل الأراضي في طريقه حتى وصل شاطئ المحيط مرة أخرى.

 

عقبة بن نافع ومدينة القيروان

أيقن عقبة بن نافع بحنكته العسكرية كقائد لجيش المسلمين في بلاد خطرة ووعرة وفكره الاستراتيجي الصائب أن المسافة بينه وبين الأراضي المصرية طويله وأن المدد يستغرق شهوراً. وعليه ذهب إلى التمركز في المنطقة فلابد من بناء مدينة كقاعدة جديدة للانطلاق، مدينة اسلامية تحتوي القادة والجند.

فقام ببناء مدينة القيروان موقع الوادي الذي نزل به وكانت أرض أحراش وعرة مليئة بالسباع والحيات وغيرها من دواب الأرض المفترسة. وتردد أتباعه وراجعوه عن ذلك، فدعاهم للصلاة وكان منهم من أتباع رسول الله "صلى الله عليه وسلم". وقال أني داعي فأمنوا.

لم يلبث حتى خرجت وحوش الأرض من المنطقة، وبدأ البناء واستغرق بناء تلك المدينة 5 سنوات، وبنا فيها مسجدها والذي أصبح أول جامعة في الإسلام في منطقة شمال إفريقيا. ويعد جامع القيروان منارة علمية وقبلة طلاب الشريعة في بلاد المغرب العربي.     

 

عقبة بن نافع والتطلع لفتح الاندلس

تابع عقبة فتوحاته، ودخل طنجة المدينة الساحلية، والتقى احد قادة الروم بها يدعى "جوليان" الذي عاهده وقبل دفع الجزية. وسأله القائد عقبة عن تطلعه لفتح ما وراء البحر من بلاد الأندلس.

حكى له جوليان كيف لك أيها القائد أن تذهب لفتح الأندلس ومازال هناك الكثير من كفار البربر الذين يعيشون في اقليم السوس. فقام عقبة بتجهيز جيشه وذهب إليهم فاتحاً كل ما قابله.

 

استشهاد عقبة بن نافع

تابع عقبة فتوحاته، وتمكن من طرد البيزنطيين والروم من ساحل شمال إفريقيا حتى بعد الصحراء الكبرى، وهو ما يعرف الآن بلاد  تشاد ومالي والنيجر.

كانت أخر فتوحات أبا المهاجر هي مدينة طنجة الساحلية. وطنجة كان يسكنها زعماء البربر ومنهم كسيلة نظراً لموقعها المميز. ولقد إدعى هذا الرجل انه دخل إلى الإسلام. ولكن كان يدمر الشر إلى المسلمين وقادتهم، وقام عقبة بفتح عدد من المدن الهامة بعدها منها "باغاية" ، و"تلمسان" وهي من مدن المغرب الوسطى.

ثم قام بفتح "أربة" في منطقة الزاب، ثم "تاهرت" الرومية والتي درات فيها معاركة حامية. ثم قام عقبة يفتح كل المدن والقرى المحيطة بهذه المدينة وكان عددها كثير.

وبعد أن أحس أن الفتح اكتمل أمر جنده أن يذهبوا للراحة وهنا وصل الخبر كسيلة الذي جمع أتباع وشن هجومه على عقبة ومن معه من النفر القليل في موقع يعرف "ممس" بمدينة تهوذة وتحديداً في موقع يعرف حالياً باسم سيدي عقبة بالجزائر، حيث استشهد الفاتح القائد والمحارب عقبة بن نافع في عام 63 هـ.

يذكر المؤرخون أن من أحفاده الذين حملوا راية الإسلام من بعده والمشهورين بالدهاء يوسف بن عبد الرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع وكان عبد الرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة من أم بربرية من سكان المنطقة.  


الخاتمة

عقبة بن نافع من القادة العرب الفاتحين، عاش فترة النبوة في صباه وترعرع في بيئة الإسلام، وشاهد الغزوات والفتوحات. كان قائد عظيم، شجاع يهابه الأعداء وهو فاتح إفريقيا وبلاد المغرب العربي. بنا مدينة القيروان وأسس مسجدها الكبير "جامع عقبة". فسلاما عليه حين نلاقه.

 

المصادر

       الانترنت.

author-img
مدونة جسور المعارف للعلوم والثقافة تقدم نبذة عن موضوعات ثقافية، علمية، تقنية، تاريخية، وما يتعلق بالأسرة والطفل من المشكلات الحياتية وما ساهمت به التكنولوجيا الحديثة وما يمكننا الكسب منها.
التنقل السريع